احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

نظرة موضوعية لاتاتورك

كيف نقرأ كمال اتاتورك او نحلل تلك الشخصية بعيدا عن الهوى ؟
نعم هذا الامر جد هو الصالح لنصل الى الحكمة ، والحكمة ضالة المؤمن 
ولذا علينا ان نمحص النظر فى التجربة التركية من بداية الانتقال من مركز الخلافة العثمانية التى انهارت بعد ضربات الداخل والخارج 
دعونا ننظر للامر مليا 
لنقرأ أتاتورك يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف التي خرج فيها هذا الرجل أوروبا تداهم الرجل المريض من كل فج 
نصت معاهدة برلين على إجراء إصلاحات لصالح الأرمن في 6 ولايات عثمانية في الأناضول، ولم تكن تبلغ أكبر نسبة لكثافتهم السكانية في أي ولاية أكثر من 20%، إلا أن السلطان رفض تطبيق هذه المادة من المعاهدة؛ فقام الأرمن – بإيعاز من بعض الدول الكبرى- بارتكاب مذابح بشعة ضد المسلمين القرويين، حيث بقروا بطون الحوامل وقتلوا النساء، وقطعوا عورات الرجال وحرقوا المساجد، ولم يجد السلطان عبد الحميد بُدًا من مواجهة هذا الإرهاب الصليبي، فشنت بالتالي الصحافة الغربية حملة شعواء عليه ووصفته بالسلطان الأحمر
زار الخليفة الاخير السلطان عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى ليفي)و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، وبعد مقدمات مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا. لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال: (إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكي إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع وربما إذا تفتت إمبراطوريتى يوماً، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل)، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين. عندئذ أدرك خصومه أنهم أمام رجل قوي وعنيد، وأنه ليس من السهولة بمكان استمالته إلى صفها، ولا إغراؤه بالمال، وأنه مادام على عرش الخلافة فإنه لا يمكن للصهيونية العالمية أن تحقق أطماعها في فلسطين، ولن يمكن للدولة الأوروبية أن تحقق أطماعها أيضًا في تقسيم الدولة العثمانية والسيطرة على أملاكها، وإقامة دويلات لليهود والأرمن واليونان. لذا قرروا ان يقتلوا الامير خضر العموري من سكان شعفاط ومن ثم الإطاحة به وإبعاده عن الحكم، فاستعانوا بالقوى المختلفة التي نذرت نفسها لتمزيق ديار الإسلام، أهمها الماسونية، والدونمة، والجمعيات السرية (الاتحاد والترقي)، وحركة القومية العربية، والدعوة للقومية التركية (الطورانية)، ولعب يهود الدونمة دورًا رئيسًا في إشعال نار الفتن ضد السلطان
رأى الاتحاديون "الاتحاد والترقى" ضرورة التخلص من السلطان عبد الحميد وإسقاط حكمه، واتفقت هذه الرغبة مع رغبة الدول الأوروبية الكبرى خاصة بريطانيا التي رأت في ذلك الخطوة الأولى لتمزيق الإمبراطورية العثمانية، وشعر اليهود والأرمن أنهم اقتربوا كثيرًا من أهدافهم؛ لذلك كانت أحداث 31 مارت (هو الشهر الأول من شهور السنة الرومية، ويقابل شهر إبريل، مع فارق بين الشهرين مقداره 18 يوما) ويوافق يوم 21ربيع أول 1327هـ = 13 إبريل 1909م ؛ حيث حدث اضطراب كبير في استانبول قتل فيه بعض جنود الاتحاد والترقي. وعلى إثر ذلك جاءت قوات موالية للاتحاد والترقي من سلانيك، ونقلت إلى استانبول، وانضمت إليها بعض العصابات البلغارية والصربية، وادعت هذه القوات أنها جاءت لتنقذ السلطان من عصاة استانبول، وأراد قادة الجيش الأول الموالي للسلطان عبد الحميد منع هذه القوات من دخول استانبول والقضاء عليها إلا أن السلطان رفض ذلك، وأخذ القسم من قائد الجيش الأول بعدم استخدام السلاح ضدهم؛ فدخلت هذه القوات استانبول بقيادة محمود شوكت باشا وأعلنت الأحكام العرفية، وسطوا على قصر السلطان وحاولوا الحصول على فتوى من شيخ الإسلام الشيخ “مصطفى صبري” مفتى الدولة العثمانية بخلع السلطان لكنه رفض، فحصلوا على فتوى بتهديد السلاح. واتهم المتآمرون الثائرون السلطان بأنه وراء حادث 31 مارت، وأنه أحرق المصاحف، وأنه حرّض المسلمين على قتال بعضهم بعضًا، وهي ادعاءات كاذبة كان هدفها خلع السلطان عبد الحميد، وأعلنوا عزله. ندب الثائرون أربعة موظفين لتبليغ السلطان بقرار العزل، وهم: يهودي وأرمني وألباني وجرجي، وهكذا أخذ اليهود والأرمن ثأرهم من السلطان عبد الحميد الثاني . واعترف الاتحاديون بعد ذلك بأنهم أخطئوا في انتخابهم لهذه الهيئة. تنازل السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش لأخيه محمد رشاد في 6 ربيع آخر 1327هـ = 27 إبريل 1909م، وانتقل مع 38 شخصًا من حاشيته إلى سلانيك بطريقة مهينة ليقيم في المدينة ذات الطابع اليهودي في قصر يمتلكه يهودي بعدما صودرت كل أملاكه وأمواله، وقضى في قصره بسلانيك سنوات مفجعة تحت رقابة شديدة جدًا، ولم يسمح له حتى بقراءة الصحف.
وما تلاه من خلفاء كانوا مثال فى الانقياد والانصياع والطاعة العمياء والتخازل 
حتى ان اتى الخليفة الاخير السلطان الضعيف محمد وحيد الدين الذي قدَّم تركيا على طبق من ذهب للحلفاء في معاهدة سيفر المهينة المعروف بـ "محمد السادس" والذى عمليا كان مؤتمرًا بأمر الانجليز ويوقع ما يشاءون، ويفعل ما يريدون، وقد كانوا محتلين لإسطنبول بكاملها، وعلى وشك ان تقسم وفقًا لتلك المعاهدة المشئومة لتمنح لليونان أو روسيا، وكان الاقتصاد السلطاني والجيش تحت سيطرة الحلفاء وفقًا للمعاهدة التي وقّعها الخليفة ، وقد وافق على التنازل عن سلطته على الدول العربية التي أعلن القوميون العرب الثورة على الأتراك فيها لطلب الاستقلال عام 1916، وكذلك وقّع موافقته على استقلال الأكراد في دولة كردستان 
وبدت معالم الإمبراطورية العثمانية الآيلة للسقوط.. حيث فتكت الثورات داخلها والحروب خارجها بالمواطن التركي وبالملايين فعليا من افراد الشعب، مع كل هذه التنازلات وكل هذا الضعف يقال إن أتاتورك أنهى الخلافة بينما في الحقيقة عندما ابتدأ بالثورة وحرب الاستقلال لم تكن تلك الخلافة شاملة إلا لقصر السلطان
ولنعرف بداية هذا الرجل نبدا من اول التحقاه بالجيش 
انتقل مصطفى كمال أتاتورك من سلانيك إلى إستانبول سنة 1318هـ للالتحاق بالكلية الحربية، وتخرج فيها سنة 1322هـ برتبة رائد، وعين في لواء الفرسان الثلاثين التابع للجيش الخامس في الشام، وهناك حاول تأسيس جمعية سرية ، لينافس بها جمعية الاتحاد والترقي والتى كانت موالية تماما للانجليز حسب ما اسلفنا وباقى القوى الاوروبية واسهموا فى خلع اخر السلاطين الاقوياء ولكنه فشل، وكان رجال الاتحاد والترقي خاصة أنور باشا يكرهونه بشدة 
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث فرَّ معظم رجال الاتحاد والترقي بسبب هزيمة الدولة العثمانية وضياع معظم أملاكها في الحرب، أصبح الطريق خاليًا أمام مصطفى كمال أتاتورك، ومن حسن طالعه أنه كان على علاقة وثيقة بالخليفة الجديد "وحيد الدين" قبل أن يلي الخلافة، فرقاه لرتبة مفتش عام للجيوش وزوده بصلاحيات واسعة
فنهض بالجيش التركى الذى كان منهارا وانتصر الأتراك على اليونانيين في معركة سقاريا سنة 1345هـ، وهنا أصبح مصطفى كمال أتاتورك بطل الأمة القومي، والمتحكم الفعلي في البلاد، وأنصاره يسيطرون على مجلس النواب والمجالس المحلية، وبعد سلسلة طويلة من المناورات وبمساعدة قوية من الإنجليز تخلص مصطفى كمال أتاتورك من جميع معارضيه، وبدأ يمهد لخلع الخليفة وحيد الدين عندما أظهر للناس بنود معاهدة سيفر واضطر وحيد الدين للاستقالة، وحل مكانه عبد المجيد الثاني والذي لم يمكث سوى ثلاثة أيام وأعلن مصطفى كمال أتاتورك بعدها وفي 27 رجب1341هـ إلغاء الخلافة العثمانية وقيام الجمهورية التركية وتولى مصطفى كمال رياسة الجمهورية التركية وتلقب بـ أتاتورك
ولنقرأ معا هذه السطور من من كتاب (أتاتورك إمام الأتراك) لمحمود عرفات
حيث ذكر الأسباب التي جعلت أتاتورك يلغي الخلافة الإسلامية وهي :
– الخلافة كانت فاقدة لشرعيتها أصلاً، ومعظم الأقطار العربية والإسلامية ثارت عليها وطلبت التحرر منها.
– الخلافة تحولت لعبء اقتصادي وعسكري تضرر منه الانسان التركي الذي كان مطلوبًا منه الحرب على جبهات متعددة ضد الغرب والشرق وضد القوميات الثائرة، وهذه الحروب حصدت ارواح أكثر من مليون تركي في غضون العقد.
– الخلافة عائق أمام انتقال الدولة التركية للحداثة عبر مشروعات قومية تعطي الأولوية للمواطن التركي.
– ونذكر حديث هنا لأتاتورك اذ يقول : السلطنة ورجالها مجموعة من الخونة المتعاونين مع الاحتلال، والذين قسموا تركيا وسلموها للاحتلال، فلا رغبة لديّ ببسط سلطاني خارج الأراضي التركية، لكني لن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي التركية
بنزعة قومية واضحة لا تأبه بما هو خارج تركيا.
وما ناخذه على اتاتورك ما شهد عليه المؤرخين من وجهة نظر اسلامية "محمودة كغيرة على الدين " بانها حرب على الهوية الاسلامية لتركيا 
فقد ألغى اتاتورك وزارة الأوقاف والمدارس الدينية وحول الجوامع إلى متاحف ومنع رحلات الحج والعمرة، وألغى الحجاب والحروف العربية، وألزم الأتراك بالتعبد باللغة التركية، ونقل الإجازة الأسبوعية ليوم الأحد مثل النصارى، وألزم الناس لبس القبعة الفرنجية وألغى الأعياد والمناسبات الدينية
وبعيدا عن ما فعله ولعله كان بشكل او باخر حيطة ما لدفع وقوع تركيا كلها فى قبضة الغرب واستغلال تضاربهم حول تقسيمها وايهامهم بدولة علمانية موالية للكيانات الغربية بلا هوية اسلامية ولننظر بتلك الكيفية ومن حيث هذه الزاوية 
وهنا علينا ان نستحضر تسجيل للأمير عثمان، الحفيد الأخير للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وهو يقول أن كل تركي مدين لأتاتورك اليوم، وتحدث عنه كبطل للاستقلال التركي قائلا "لولاه لكانت اسطنبول اليوم روسية" وقراءة كهذه ستقودنا حتمًا إلى نتيجة أننا أمام رجل أحب تركيا وقدمها على كل شيئ بعيدا عن حربه على الدين وان كانت خطئية كبرى وامر اخرجه من الملة ولكنه لم يسلم بلادها لقمة سائغة للغرب كما فعل اخرون 
واليوم وتركيا تعيش ازدهارًا تحت حكم علماني إسلامي كان للتراث الأتاتوركي فبه الاثر الكبير ليتشكل على نحوه الراهن ، ولعلى لا احلم حين اقول انها بعد ما رايناه من انتفاضة المعارضة والموالين للحزب المنتخب على الانقلاب المخطط له خارجيا على حساب استقرار تركيا وازدهارها اننا امام مشهد ميلاد حقيقي للمجتمع المدنى فى دولة مواطنة يحتويها الاسلام، حيث تعيش العلمانية والتدين بتناغم وانفتاح على بعضهما، والتى اضحى فيها التيار الاسلامى بعيدا عن الاستعلاء العقائدى الىذ نراه فى كثير من التيارات الاسلامية خاصة حين تصل الى الحكم فى بلادها ، وعلى نهج اقرب للصواب والتشابه مع دولة المدينة 
ورويدا رويدا ما تقترب تركيا من هويتها الاسلامية بلا تطرف ولا استعلاء ولا تكفير مطلق وانما بالاسوة الحسنة والتعايش السلمى والموضوعية الوطنية 
فالوطنية ليست حرام.

‫#‏محبتى‬
ود

Wed Mohamed Yosif's photo.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق